"سلامی" أم "خامنئي" ، أيهما يستبق؟


الحرس الثوري، الحارس الرئيسي للجمهورية الإسلامية في مضيق وجود ولاوجود

کان المراقبون السياسيون ، رغم كل الاحتجاجات والحركات الشعبية ، متشككين في بقاء الحكومة الإيرانية ، لكن الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني بشعارات راديكالية للغاية التي استهدفت خامنئي أقنعت الجميع بأن الجمهورية الإسلامية بعمره ٤٠ سنة مليء من الظلم والعنف والقمع وقتل المعارضين والفساد المالي تكون في المرحلة الأخيرة 


أصبح تزامن هذه الانتفاضات مع جنازة قاسم سليماني ، التي سعت السلطات الإيرانية لإثبات أنها شرعيتها الاجتماعية ، بمثابة مسمار ثابت على نعش استقرار النظام وبقائه ، ويتفق الجميع ، لقد حان الوقت الآن للتفكير في إيران ما بعد ولاية الفقيه.

لكن السمة السياسية لهذه الفترة هي أن خامنئي تمكن حتى الآن من الحفاظ على الحرس الثوري الإيراني  ، الحرس الرئيسي لسيادته ، بعيداً عن التوتر ،إلا أن أصبح الحرس الثوري الإيراني هدفًا للغضب الشعبي.

كان خامنئي ، يغير قائد الحرس الثوري بسرعة عندما كان قد شهد القليل من الهشاشة فيه ، كما كان ذلك مصير محسن رضائي ورحيم صفوي وعزيز جعفري.

وكانت الورقة الفائزة لخامنئي في القمع هو حرسه الخاص المتفاني المسمى بالحرس الثوري ، والذي كان في الأساس تحت قيادته لا فقط لتهديد الدول الأجنبية ولكن أيضا للقضاء على وتخويف منافسيه المحليين.

كان الحرس الثوري عبارة عن حد أحمر لا تحمل شعارًا ضده حتى الأمس لأن الجو الخوف الذي أحدثه حرس خامنئي لم يسمح للمتظاهرين بالهتاف ضده علنًا.

🔹 لكن مع سقوط الطائرة الأوكرانية بنيران صواريخ الحرس الثوري الإيراني ، انهار بناء الحرس الثوري الهش على ما يبدو ، وبقبول الكارثة من قبل الحرس الثوري الإيراني ، أصبحت شوارع طهران وغيرها من المدن الإيرانية تحمل شعارات جديدة:

الحرس الثوري الديكتاتور أنت بمنزلة داعشنا

لا نريد الحكومة الحرس الثورية

تسببت دماء ركاب الطائرة الأبرياء في الغضب الشعبي المتكدس الذي استهدف الحرس الثوري أي "اس اس" خامنئي الذي مهمته ليست إلا الحفاظ على نظام بأي ثمن كان.

🔹 حيث ظهر حاجي زاده على التلفزيون الحكومي وقَبِلَ رسمياً إطلاق النار وتمنى موته (وهذا أمر بعيد من الحرسي)

من ناحية أخرى ، أحدث استهداف قاسم سليماني وإزاحته أزمات في الحرس الثوري التي لم تسمح سلطة خامنئي بروزها قبله.

أحد هذه الأزمات كانت القيادة العلياء للحرس الثوري.  حسين سلامي قد قال إنني قائد الحرس الثوري وأن قوة القدس تحت أمرتي وأن قاسم سليماني يجب أن يجيبني ولكن خامنئي بينما كان قاسم سليماني في رتب القيادة مرؤوس سلامي ولكنه جعله فوق سلامي فعلا
 
سلیمانی سلامی

ردا على ذلك كان سلامي قد قال حينئذٍ أن اجعل سليماني كقائد الحرس الثوري، لكن خامنئي لم يوافق بسبب دوره الفريد الذي لا غنى عنه في قوة القدس.

انتهت الأزمة بتهاجم خامنئي اللفظي عليه، وفي عرض تلفزيوني عندما سألوا سليماني عن علاقته بسلامي ، قال "كعلاقة الجندي بالقائد".

ولكن بعد مقتل سليماني ، بدا سلامي سعيدًا جدًا بحقيقة أنه كان المستفيد من إقالة سليماني ، ويبدو أنه سيصبح قائد الفيلق بلا منازع وهو كان حريصًا دائمًا على أن يكون معروفا خاصا ، ولذلك قد ظهر هذه المرة بعد ثلاثة أيام على شاشة التلفزيون بإرسال رسالة قصيرة تتناقض مع كلماته النارية

وشارك في كرمان في جنازة سليماني فقط حتى يصب نتائج إطلاق الصواريخ على قاعدة أمريكية في الأراضي العراقية في جيبه

من جهة بدأ سلامي بعد قتل قاسم سليماني خطته لتخليص الفيلق من القادة الذين على مستواه ولا يقبلون هيمنته. وحاول تطهير نفسه عن حادث الطائرة الأوكراينية  بالحضور في البرلمان الإيراني.

خطته هي استخدام ذبح الركاب لإزالة "شمخاني" من أمن الدولة في النظام ، وتصفية بعض القياديين في الحرس الثوري أو تثبيطهم في المنزل أو إزالتهم جسديا  لتثبيت مكانته داخل الحرس الثوري ولأجل تطهير وجه الحرس الثوري من تشهير بسبب إسقاط الطائرة الأوكراينية

إنه يريد اغتنام هذه الفرصة للسيطرة على وحدة الصواريخ في الحرس الثوري الإيراني ، الوحدة الرئيسية للحرس الثوري الإيراني ،ويريد بالضغط على خامنئي  توجيه التهم كلها إلى حاجي زاده في إسقاط الطائرة بالصاروخ وبالنتيجة إعدامه تخفيفا عن الوضع الكارثي السائد في البلد، فضلا عن تعيين شخص مؤيد من جانبه على وحدة الصورايخ يريد أن يستولي على الحرس الثوري بأكمله. 


لقد عارض خامنئي حتى الآن إعدام حاجي زاده اعتبارا أنه يؤدي إلى انهيار الحرس الثوري ، لكنه يفكر على هذا الحل والسبب شعوره بالمضيقة في القمع نتيجة الانتفاضة ومذبحة نوفمبر ، وسلامي يواصل الضغط في هذا المجال لأنه يرى الحل الوحيد لخروج من الأزمة يكمن في تنفيذ الإعدام بحق حاجي زاده وهذا هو أقل تكلفة لمنع انهيار الحكومة.
مقال ذات صلة :هل النظام الإيراني سيعمل علی تصعید الصراع مع الولايات المتحدة؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خامنئي إما أن يخسر فلسطين أو رأسه!

رأس الأفعى في طهران

الدعم العالمي لفلسطين، وركوبُ خامنئي الأمواج